فلسطينيون يتجمعون وسط الأنقاض في أعقاب غارة جوية إسرائيلية بالقرب من نادي خدمات جباليا في شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر، 2024. (غيتي)
كشف تحقيق شامل أجرته شركة Airwars لمراقبة الحرب في المملكة المتحدة وقناة Sky News عن مدى الغارات الجوية الإسرائيلية خلال العام الماضي، وسلط الضوء على التأثير المدمر على السكان المدنيين في غزة وسط الصراع المستمر.
وفي يوم الأربعاء، أصدرت المنظمتان تقريرهما بشكل مشترك، بعد تحليل اللقطات الجوية التي نشرتها حسابات الجيش الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن مقاطع الفيديو لم تسلط الضوء على الحجم الإجمالي للدمار الناجم عن الضربات، كما أنها لم تقدم تفاصيل عن كل موقع وهدف.
وبينما دافعت إسرائيل باستمرار عن غاراتها الجوية واسعة النطاق على غزة باعتبارها تستهدف حماس، كشف التحليل الأخير عن نتائج مدمرة للمدنيين الفلسطينيين.
وقد تم دعم ذلك أيضًا من خلال لقطات بديلة على الأرض ومقابلات مع الناجين.
وفقًا لموقع Airwars، تم توثيق 1,219 غارة إسرائيلية في غزة عبر الإنترنت في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و31 أغسطس، منها 531 غارة وقعت في الشهر الأول من الحرب.
وحدد التقرير أيضًا الإحداثيات الجغرافية لـ 17 غارة محددة، في مواقع قُتل فيها أكثر من 400 مدني.
في 13 أكتوبر، أدت غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مبنى التاج السكني في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 101 شخص، من بينهم 44 طفلاً و37 امرأة، وفقًا لتحليل منظمة Airwars.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جوية للهجوم بعد يومين، وقامت كل من Airwars وSky News بالتحقق من الموقع.
وأدت غارة أخرى في 17 تشرين الأول/أكتوبر، استهدفت ناشط حماس أيمن نوفل في مخيم البريج للاجئين، إلى مقتل 92 مدنيا، من بينهم 40 طفلا و 28 امرأة.
وفي 26 مايو/أيار، أدت غارة جوية استهدفت مخيمًا للاجئين بالقرب من رفح إلى مقتل ما لا يقل عن 45 شخصًا، بعد أيام قليلة من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عمليتها في رفح.
وشدد الخبراء القانونيون، بما في ذلك ديربلا مينوغ من شبكة الإجراءات القانونية العالمية، على أنه بموجب القانون الدولي، فإن الجيوش ملزمة بتزويد المدنيين بتحذير كافٍ قبل الهجوم. ويجب أن يتضمن ذلك إشعارًا كافيًا وتحديد منطقة آمنة لإجلاء المدنيين إليها.
وقال مينوغ لقناة سكاي نيوز “النفق لن يؤدي إلى أي مكان”، مشددا على أنه كان ينبغي إجلاء المدنيين قبل الضربة.
يشكل قطاع غزة، وهو أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، تحديات كبيرة فيما يتعلق بالضربات الدقيقة.
وأشار خبير قانون الصراع كريج جونز إلى أن أكبر عدد من الضحايا المدنيين الذي يتحمله الجيش الغربي في ضربة واحدة خلال حملة الموصل ضد داعش كان 50 شخصًا، مما يجعل عدد الضحايا في غزة مثيرًا للقلق بشكل خاص.
واتهم العديد من المنتقدين، بما في ذلك جماعات حقوق الإنسان ومسؤولون في الأمم المتحدة، إسرائيل بمهاجمة المدنيين عمداً أو عدم إيلاء الاهتمام الواجب للخسائر في أرواح المدنيين في هجماتها على غزة، وهو الأمر الذي يؤكده العدد الضخم من القتلى المدنيين.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 42010 أشخاص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وهي أرقام وصفتها الأمم المتحدة بأنها موثوقة.
وفي لبنان، تكثفت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت في الغالب جنوب البلاد والمناطق السكنية في جنوب بيروت منذ 23 سبتمبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وتشريد أكثر من مليون، وفقًا للتقارير.
