Logo

Cover Image for القيود الإسرائيلية على المساعدات تؤدي إلى تفاقم تفشي شلل الأطفال: هيومن رايتس ووتش

القيود الإسرائيلية على المساعدات تؤدي إلى تفاقم تفشي شلل الأطفال: هيومن رايتس ووتش


فريق طبي من الهلال الأحمر الفلسطيني يقدم لقاح شلل الأطفال للأطفال ضمن حملة روتينية في مستشفى الأمل بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في 22 أغسطس 2024. (جيتي)

قالت جماعات حقوقية ووزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي يعيق وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة ويساهم في تفشي مرض شلل الأطفال.

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان صدر اليوم الاثنين إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على البنية التحتية للرعاية الصحية وإمدادات المياه، إلى جانب منع المساعدات، تساهم بشكل كبير في تفشي مرض شلل الأطفال بشكل كارثي محتمل.

ويأتي التحذير الأخير بعد أن أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أول حالة إصابة بالمرض في الأراضي الفلسطينية منذ ربع قرن.

تم اكتشاف الحالة في مدينة دير البلح، لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل بسبب عدم حصوله على التطعيم.

وأفادت منظمة الصحة العالمية في نفس التاريخ أن ثلاثة أطفال أظهروا أعراض الشلل الرخو الحاد، مما أثار المخاوف من احتمال انتشار الفيروس بين أطفال غزة.

وحذرت هيومن رايتس ووتش من أن انتشار مثل هذه الأمراض يعرض حياة مئات الآلاف من الأطفال للخطر، كما أن التحدي الذي يفرضه الصراع المستمر والاضطرابات أعاق بشدة الجهود الإنسانية خلال أكثر من عشرة أشهر من الحرب.

وقالت جوليا بليكنر، الباحثة البارزة في مجال الصحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش، في بيان: “إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات العاجلة وتدمير البنية التحتية لإدارة المياه والنفايات، فسوف يسهل ذلك انتشار مرض تم القضاء عليه تقريبا على مستوى العالم”.

“يجب على شركاء إسرائيل الضغط على الحكومة لرفع الحصار فوراً وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى غزة لتمكين توزيع اللقاحات في الوقت المناسب لاحتواء تفشي مرض شلل الأطفال”.

وأصدرت وزارة الصحة في غزة بيانا يوم الاثنين لتسليط الضوء على آثار الحصار الإسرائيلي، حيث أن 60 في المائة من الأدوية الضرورية غير متوفرة حاليا.

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش لقناة العربية الإخبارية السعودية إن إسرائيل تواصل منع دخول الأدوية والوقود عبر المعابر الحدودية، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية الأساسية.

وأكد على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار لتمكين تطعيم الأطفال في غزة، محذرا من أن انتشار الأوبئة، وخاصة شلل الأطفال، يشكل تهديدا كبيرا للدول المجاورة أيضا.

وأعلنت وزارة الصحة، مساء الأحد، أنها تسلمت 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال.

وقالت الوزارة في بيان لها “وصل إجمالي 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال OPV2، بالإضافة إلى 500 ثلاجة لقاح”.

وأضافت أن “الاستعدادات جارية لإطلاق الحملة بالتنسيق مع الشركاء”، بما في ذلك وكالات الإغاثة مثل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

ولكن لم يتم توضيح كيفية تحقيق ذلك أو السرعة التي سيتم بها تحقيقه.

اليوم، تقوم اليونيسف بإحضار 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال من النوع 2 إلى غزة. بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأونروا وشركاء آخرين، نخطط لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل. #لكل_طفل، الصحة. pic.twitter.com/NtbnzReUXI

— اليونيسف فلسطين (@UNICEFpalestine) ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤

يشتبه في وجود حالات أخرى من شلل الأطفال في مختلف أنحاء المنطقة التي تضررت إلى حد كبير، بعد اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في ستة مواقع منفصلة في يوليو/تموز.

وردًا على ذلك، وضعت منظمات الإغاثة خططًا لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة، داعية بشكل عاجل إلى وقف الأعمال العدائية لتسهيل حملة التطعيم الحيوية هذه.

وأكدت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) على ضرورة وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام على الأقل في الصراع لضمان فعالية التحصين.

حددت الأمم المتحدة هدفا لها بتسليم 1.6 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في مخيمات مكتظة، وغالبا ما يفتقرون إلى المياه النظيفة أو الصرف الصحي المناسب.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تضطر الأسر في بعض الأحيان إلى استخدام مياه الصرف الصحي لأغراض الشرب أو التنظيف، مما يؤدي إلى تفاقم خطر انتشار الأمراض.

شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى، وينتقل في المقام الأول عن طريق ملامسة البراز أو الماء أو الطعام الملوث.

ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى مشاكل تنفسية خطيرة وشلل لا رجعة فيه، وخاصة في الساقين، كما أنه خطير بشكل خاص على الأطفال الصغار، مع إمكانية أن يكون مميتًا.

منذ اندلاع الصراع في أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول، تم تسليم ما يزيد عن 282 ألف قارورة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة.

ومع ذلك، تعرضت البنية التحتية للرعاية الصحية في الإقليم لأضرار بالغة، مما أدى إلى إرهاق العاملين في المجال الطبي.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال حوالي ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى و40% من مرافق الرعاية الصحية الأولية تعمل.

ومع ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف أنهما ملتزمتان بإجراء حملة التطعيم في كل بلدية في غزة، بدعم من قوة عاملة مكونة من 2700 فرد.

قبل اندلاع الحرب، كان 99% من سكان غزة قد تلقوا التطعيم ضد شلل الأطفال. لكن هذا الرقم انخفض الآن إلى 86%، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية.





المصدر


مواضيع ذات صلة