Logo

Cover Image for القوات الجوية السودانية تحاول دحر قوات الدعم السريع في سنجة

القوات الجوية السودانية تحاول دحر قوات الدعم السريع في سنجة

  تم النشر في - تحت: السودان .القوات المسلحة .النزوح .حرب .
المصدر: allafrica.com


سنجة – شنت القوات الجوية السودانية صباح الأحد سلسلة غارات جوية على مواقع لقوات الدعم السريع في سنجة عاصمة سنار. وأدت المعارك الدائرة للسيطرة على المدينة إلى نزوح أكثر من 50 ألف شخص، بحسب مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.

سيطرت قوات الدعم السريع على قاعدة الفرقة 17 مشاة في سنجة في هجوم مفاجئ يوم السبت، واستولت على مركبات عسكرية ودبابات ودراجات نارية. وذكرت التقارير أنهم استولوا على جميع المواقع الرئيسية داخل المدينة.

وقال شهود عيان لراديو دبنقا إن قوات الدعم السريع سيطرت على أجزاء واسعة من سنجة صباح الأحد، وأفادوا بأن الجيش لا يزال متواجدا في مقر اللواء 67 بمنطقة الحريري، الذي شنت عليه قوات الدعم السريع هجمات متكررة الأحد.

وأعلن الجيش أنه تصدى لهجوم قوات الدعم السريع واستول على سيارتين، كما نشر صور القتلى خلال الهجوم.

وقال شهود عيان لراديو دبنقا إن طائرات حربية تابعة للجيش شنت غارات جوية عنيفة على معاقل قوات الدعم السريع في سنجة صباح أمس، وزعمت أن الجيش سيطر على الجسر الذي يربط المدينة بالشرق، وخاصة منطقة الدندر.

وأكد الفارون من المدينة أن قوات الدعم السريع تسيطر على العديد من المواقع على الطريق الجنوبي لأبو حجر، وكذلك على الطريق الشمالي لمدينة سنار، واتهموا قوات الدعم السريع بنهب المركبات والمنازل والمحلات التجارية، ولم يتسن الاتصال بقيادات قوات الدعم السريع في سنجة للتعليق.

بداية الهجوم

وفي 24 يونيو/حزيران، تقدمت قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار من ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها الميليشيات شبه العسكرية منذ 19 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وبدأ الهجوم على سنجة، بحسب شهود عيان، بعد ظهر السبت، وسط تقارير متضاربة حول حجم القوات والطريق الذي سلكته للوصول إلى سنجة من جبل مويا.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صباح أمس، أنباء عن تحرك قوة كبيرة من قوات الدعم السريع من جبل مويا إلى سنجة، والمسافة بين جبل مويا وسنجة حوالي 50 كيلومترًا.

ودخلت قوات الدعم السريع سنجة من الاتجاه الغربي، بحسب شهود عيان فروا من العنف. وفي ذلك الوقت، قللت مصادر موالية للجيش من حجم الهجوم على سنجة، قائلة إن قوة مكونة من سبع سيارات تسللت إلى حي الجلاء وأن قوات الجيش تصدت لها.

جاء ذلك قبل أن تنشر قوات الدعم السريع، في وقت متأخر من ظهر السبت، مقاطع فيديو لقواتها وقادتها أمام قاعدة الفرقة 17 مشاة في سنجة، ومن بينهم القائدان أبو عاقلة كعكل وعبد الرحمن البيشي.

وتحقق راديو دبنقا من مقاطع فيديو لقيادات قوات الدعم السريع في مكتب قائد الفرقة وسيارة القائد ومقر الشرطة والأحياء الشرقية.

السيطرة على سنغافورة

وقال المقدم عمر أرباب لراديو دبنقا إن قوات الدعم السريع تحاول عزل قوات الجيش السوداني ثم محاصرتها ثم مهاجمتها في موجات لإضعاف دفاعاتها.

وأوضح أرباب أن قوات الدعم السريع تسعى للسيطرة على أهم المدن في السودان من أجل الحصول على سيطرة أوسع. وقال: “سيطرة المليشيات على جبل موية الاستراتيجي سمحت لها بمهاجمة سنجة، والسيطرة على سنجة تسمح لقوات الدعم السريع بالسيطرة على سنار، ولكن أيضًا على الدمازين في ولاية النيل الأزرق، وربك وكوستي في ولاية النيل الأبيض”.

وقال إن السيطرة على سنجة ومحيطها يعني حصار مدينة سنار بالكامل من كافة الاتجاهات، وأضاف “لن يتمكن الجيش من مقاومة الحصار إلا بالضربات الجوية التي لا تكفي للقضاء على قوات الدعم السريع”.

وقال خبير عسكري فضل عدم ذكر اسمه لراديو دبنقا إنه يتوقع تمسك القوات المسلحة بالمناطق التي تسيطر عليها داخل المدينة، وهو ما قد يعني استمرار المواجهات لفترة طويلة.

وقلل محللون آخرون من أهمية الهجوم على سنجة واعتبروه مجرد ضجة إعلامية، مشيرين إلى أن مقر الفرقة 17 مشاة كان خاليا من الجنود والمركبات التي تحركت في وقت سابق إلى سنار لدعم الجيش بعد هجوم قوات الدعم السريع على البلدة.

إحباط واسع النطاق

سادت حالة من الإحباط بين قطاعات واسعة من سكان سنجة والحسابات المؤيدة للجيش على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أداء الجيش في معركة سنجة، حيث زعم كثيرون أن الجيش تخلى عن المدينة دون أي مقاومة تذكر.

وتعتبر سنجة العاصمة الثامنة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور منذ ثلاثة أشهر، وتستمر في مهاجمتها وسط انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، كما سبق لها أن حاصرت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

تعتبر سنجة مفترق طرق، إذ يمر بها الطريق الذي يربط المناطق الزراعية الغنية في جنوب النيل الأزرق بالخرطوم، كما يوجد بها طريق يصل إلى بورتسودان، وهي متصلة بالسكك الحديدية ببقية أنحاء السودان، ويوجد بها جسر مهم يربط بين ضفتي النيل الأزرق، تمر عبره العديد من الشاحنات القادمة من الولايات ومن إثيوبيا المجاورة والمتجهة إلى ميناء السودان الرئيسي بورتسودان.

تتمتع سنجة بتنوع سكاني وثروة حيوانية وموارد مائية، كما يوجد بها مركز أبحاث بيطري كبير وسوق كبير للمحاصيل حيث يتم بيع كميات كبيرة من الصمغ العربي، وهي من المدن التاريخية وموطن أقدم اكتشاف أثري للإنسان في السودان.

تعليقات الجيش

قال العميد نبيل عبدالله المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية في تصريحات صحفية صباح الأحد، إن الجيش في سنجة متمسك بحصونه ويقاتل بمعنويات عالية.

أشاد رئيس أركان ولاية سنار الفريق أول محمد الحسين بقوات الفرقة 17 مشاة بسنغافا “لصمودها وشجاعتها في مواجهة محاولات قوات الدعم السريع مهاجمة مدينة سنجة الآمنة”.

ووصف الخبير العسكري العميد كمال إسماعيل، الأسبوع الماضي، جبل مويا الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي، بأنه منطقة استراتيجية مهمة ويسهل الدفاع عنها. وقال لراديو دبنقا إن جبل مويا يمكن استخدامه لشن هجمات على مناطق أخرى ويصعب السيطرة عليه. وأضاف: “السيطرة على جبل مويا تسمح بالسيطرة على الطرق المؤدية إلى مناطق عديدة”. وذكرت تقارير أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة سنار بعد سيطرتها على جبل مويا، لكنها لم تتمكن من السيطرة عليه.

نزوح جماعي

وأفادت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن نحو 55440 شخصاً فروا من سنجة والقرى المجاورة يوم السبت بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. وأشارت في تقريرها إلى أن غالبية الأسر نزحت من محليتي سنجة وأبو حجر (حوالي 50 ألف فرد) إلى الرهد في القضارف، بينما فر حوالي 5000 شخص باتجاه الدمازين في إقليم النيل الأزرق. وفر حوالي 440 شخصاً إلى الجبلين في ولاية النيل الأبيض.

بدأ العديد من المواطنين في الفرار إلى ولاية القضارف مساء أمس، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على سنجة، وهرعت آلاف المركبات إلى جسر الدندر، مما تسبب في اختناقات مرورية، وذكرت التقارير أن عبور جسر الدندر استغرق ثلاث ساعات.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لنازحين فروا من المدينة سيراً على الأقدام، وعبروا النهر إلى الجهة الشرقية أثناء إغلاق الجسر خلال الصباح.

وقال ناشطون في العمل التطوعي لراديو دبنقا إن أعداداً كبيرة من النازحين وصلت إلى القضارف وكسلا. وبدأت حكومتا الولاية في إفراغ المدارس من النازحين وتخصيص مساحات خارج مدينتي القضارف وكسلا لإيواء النازحين، بعد أن قال مصدر من كسلا لراديو دبنقا الجمعة “لم تعد هناك أماكن إيواء بالمدارس بعد إغلاقها أمام النازحين استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد”.

ويبلغ إجمالي النازحين من الخرطوم إلى ولاية سنار بسبب الحرب نحو 64.500 نسمة.

شارك المقال



المصدر

غارات جوية .قوات الدعم السريع .نزوح .


مواضيع ذات صلة