Logo

Cover Image for السودان: ضباط الجمارك على الحدود السودانية المصرية يضربون والبرهان يتدخل

السودان: ضباط الجمارك على الحدود السودانية المصرية يضربون والبرهان يتدخل


وادي حلفا/ بورتسودان – اعتصم عمال مصلحة الجمارك بوادي حلفا في المعابر الحدودية مع مصر، السبت، احتجاجا على زيادة رسوم التخليص وشروط الاستيراد الصعبة. وقرر القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، نقل الإشراف على التخليص الجمركي على الحدود المصرية إلى مجلس السيادة.

دخل أعضاء نقابة غرف التخليص الجمركي وعمال الشحن على الحدود السودانية المصرية بالولاية الشمالية في إضراب عن العمل احتجاجا على الإجراءات الجديدة، ومن بينها زيادة سعر الدولار الجمركي أسبوعيا، وتأخر الإجراءات، وفرض رسوم ضريبية من قبل جهات حكومية مختلفة في المعابر الحدودية.

وفي مطلع الشهر الجاري أبلغت إدارة الجمارك الجمارك بقرار جديد يمنع تخليص أي معاملة استيراد إلا عبر نموذج الاستيراد الإلكتروني، مع حصر الدفعات عن طريق بنك الخرطوم، ويهدف الإجراء إلى تنظيم السوق وضمان الرقابة الفعالة على كافة عمليات الاستيراد ووسائل الدفع، وحماية سوق النقد الأجنبي المتاح ومكافحة التعامل عبر السوق الموازية.

ولم يتم الإعلان عن الجهة التي أصدرت القرار، ويعتقد عدد من موظفي الجمارك أن القرار صدر عن وزارة التجارة المشرفة على العمليات الجمركية، فيما يقول آخرون إنه صدر عن وزارة المالية عبر بنك السودان.

زيادة الرسوم الاسبوعية

وقال ضابط جمركي لراديو دبنقا من وادي حلفا إن إدارة الجمارك تزيد رسوم التخليص الجمركي أسبوعيا بواقع 50 دولارا. وأضاف “كل صباح سبت تحدد إدارة الجمارك زيادة جديدة في سعر التعرفة الجمركية بواقع 50 دولارا دون أي مبررات، وهذه الزيادات المتكررة أدت إلى مضاعفة أسعار السلع وتسببت في ركود الأسواق”.

“بالإضافة إلى ذلك فإن كل جهة لها علاقة بالمعابر مثل هيئة المواصفات والمقاييس السودانية ووزارات التجارة والمالية والصحة والنقل والزراعة وشرطة المرور وغيرها من المؤسسات تفرض ضرائبها غير المنطقية وكل هذه الرسوم تزيد من ارتفاع أسعار السلع”.

وتقدر إيرادات معبري أشكيت وأرغين الحدوديين بنحو 500 ألف دولار، في حين يعبر الحدود يوميا ما بين 80 إلى 100 شاحنة محملة.

ولا تفرق الإجراءات الجديدة التي اتخذتها إدارة الجمارك بين التجار الكبار والصغار، وأوضح المصدر أن الإدارة صارمة للغاية في طلب المستندات المصرفية من التجار عبر النموذج الجمركي رقم 10، حيث تلزمهم جميعاً بفتح حساب في بنك الخرطوم.

وقال إن “هذه القرارات لا تناسب منطقة حدودية يجب أن تتمتع بميزة تفضيلية في تدفق السلع، خاصة وأن البلاد في حالة حرب والناس يعيشون ظروفاً قاسية تتطلب الإغاثة بدلاً من إثقال كاهلهم بتكاليف المعيشة”، محذراً من أن القرارات الجديدة ستتسبب في ركود السوق.

“أما النموذج رقم 10 فهو نموذج يتبع الإجراءات الجمركية العالمية ويسمح بمرور البضائع دون جمرك من مكتب تخليص جمركي حدودي إلى آخر داخل الدولة، وقد تم تطبيق النموذج رقم 10 بشكل متزايد دون مواصفات، مما أثار شبهات الفساد، خاصة أنه من المعروف أن التجار المتنفذين يقومون بتهريب العديد من البضائع بوثائق قانونية”.

حظر تجارة الأكياس

وأوضح مسؤول التخليص الجمركي محمد عبد الحفيظ أن نموذج الاستيراد الإلكتروني «لا يصدر الآن إلا للبضائع التي تزيد قيمتها عن 5 آلاف دولار، وهو ما يعني حظر التجار الصغار».

منع القائم بأعمال مدير جمرك أرغين العقيد معاوية بدوي، الثلاثاء، حافلات السفر من نقل البضائع التجارية إلى ساحة الجمرك.

“إن هذا القرار يهدف إلى حرمان التجار الصغار المعروفين بـ”تجار الأكياس” من أنشطتهم التجارية التي تشكل مصدر رزقهم. لذا، فبدلاً من حل المشكلة، تعمل الجمارك على تعقيدها”.

وقال أحد أعضاء إدارة الجمارك بوادي حلفا إن “هناك ملايين العاطلين عن العمل في السودان بسبب الحرب، وهم يبحثون بشكل يائس عن أي فرصة لكسب الدخل، لذا فإن هذا القرار سيزيد من البطالة ويفتح أبواب التهريب ويفاقم معاناة أهالي المنطقة”.

وأوضح أن “التجار الصغار يشكلون شريحة مهمة من اقتصاد البلاد وينشطون التجارة الحدودية ويساهمون في استقرار سعر الصرف”.

مطالب أخرى

وأكد رئيس لجنة الخدمات بمجلس أهل وادي حلفا محمد عبد الغفور لراديو دبنقا، السبت، توقف التخليص الجمركي بشكل كامل في معابر أشكيت وأرقين وغستول الحدودية.

وأضاف عبد الغفور “الدولة لم تتأثر كثيرا بحيث يمكنها التراجع عن قراراتها دون ضرر يذكر، لكن الشعب هو الذي يتحمل العبء الأكبر، فهناك حاليا أكثر من 3 آلاف شخص متورطين في هذه القرارات، وأكثر من 800 عامل شحن وأكثر من 430 موظفا جمركيا توقفوا عن العمل، وسكان أشكيت وأرغين تأثروا اقتصاديا بتوقف العمل في المعابر، وتوقفت حركة المواصلات وأغلقت البنوك أبوابها”.

“عقدنا اجتماعا قصيرا مع مجلس سكان وادي حلفا واتحاد غرف المقاصة وتجمع عمال الشحن، واتفق الجميع على تسليم مذكرة لمدير محلية وادي حلفا بصفته رئيس لجنة أمن وادي حلفا ومطالبته بنقل مطالبنا لحكومة الولاية الشمالية اليوم أو غدا.

وأضاف أن “المضربين أمهلوهم ثلاثة أيام لتلبية مطالبهم بإلغاء القرارات الأخيرة”، مشيرا إلى أن أهالي وادي حلفا طالبوا بحصة قدرها خمسة في المائة من الرسوم الجمركية، لإنفاقها على تنمية المنطقة.

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

تدخل

دعت السلطات المصرية نظيرتها السودانية إلى احتواء الموقف بعد نمو صفوف الشاحنات بشكل سريع على الجانب المصري من معبري غستول وأرقين.

وجه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، بنقل مسؤولية الإشراف على المعابر الحدودية مع مصر إلى مجلس السيادة السوداني، لكن المعتصمين واصلوا اعتصامهم.

وقال المكتب الإعلامي لمجلس السيادة في بيان صحفي إن القرار جاء “لتسهيل الإجراءات في المنافذ الحدودية” و”لضمان انسياب الحركة التجارية من خلال سرعة تخليص البضائع”.

وقلل عدد من موظفي الجمارك من أهمية قرار البرهان، مؤكدين أن السيطرة على المعابر الحدودية تقع ضمن اختصاص السلطات الجمركية.

وقال أحدهم لراديو دبنقا أمس إن “مجلس السيادة لا يملك آلية للرقابة على إجراءات الجمارك، فضلاً عن أن بنك السودان لم يعد قادراً على توفير النقد الأجنبي لتمويل الواردات بسبب الحرب”.

وبحسب ضابط الجمارك محمد عبد الحفيظ فإن قرار إعادة السيطرة على الجمارك في المعابر الحدودية لمجلس السيادة لا يعالج المشكلة، وأضاف: “كانت المعابر تحت رئاسة الجمهورية، والآن أصبحت تحت إشراف وزارة النقل، التي أصبحت عاجزة عن إدارة العمليات الجمركية”.

شارك المقال



المصدر


مواضيع ذات صلة