من المتوقع هطول أمطار غزيرة على غزة مع استمرار معاناة النازحين من ظروف صعبة (Getty image)
وأصدر الدفاع المدني الفلسطيني، توجيهات عاجلة للمواطنين في غزة، داعياً إياهم إلى تحصين وتدعيم خيامهم، لحماية أنفسهم من الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال الأسبوع المقبل.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«العربي الجديد»: «تتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة على غزة، لذا ندعو أهلنا في غزة، وخاصة النازحين في الخيام والملاجئ والمنازل المتضررة، إلى الاهتمام بتحصين ملاجئهم لحمايتهم من آثار ومخاطر مياه الأمطار».
وأضاف أن “حصار المواطنين النازحين فيما تسميه الاحتلال الإسرائيلي “المنطقة الإنسانية” في مساحة أقل من 11% من مساحة قطاع غزة يفاقم معاناة النازحين ويزيد من انتشار الأمراض والأوبئة”، مؤكدا أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر.
وبحسب بصل فإن القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع على مدار عام من الحرب المستمرة على القطاع أدى إلى تدمير البنية التحتية والأراضي التي لا تستطيع تحمل الظروف الجوية القاسية. وأوضح أنه بدون مأوى مناسب فإن الأمطار الغزيرة وانعدام الصرف الصحي قد يهددان حياة وسلامة الفلسطينيين.
ودعا بصل الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى التدخل العاجل لإيجاد ملاجئ تحمي المواطنين النازحين من المخاطر المرتبطة بفصل الشتاء.
البنية التحتية المدمرة
ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قطعت إسرائيل الكهرباء ومنعت دخول الوقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة، فضلاً عن وقف إمدادات المياه والغذاء والإمدادات الطبية وإغلاق المعابر.
واليوم، نزح أكثر من مليوني فلسطيني من منازلهم، ويعيشون حالياً في ظروف بائسة ومؤقتة، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقال مكتب الإعلام في بيان صحفي، إن “إسرائيل تواصل حربها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة”.
وفي أنحاء غزة، بدأ الفلسطينيون بالفعل في اتخاذ خطوات لحماية أنفسهم من الطقس القاسي المتوقع.
في محاولة لمنع أي أضرار ناجمة عن الأمطار، يقضي محمد العبسي، وهو نازح فلسطيني في منطقة مواصي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ساعات طويلة كل يوم في تثبيت خيمته في الرمال وإعادة ضبط شراشف النايلون عليها، خوفاً من كسرها أو غمرها بمياه الأمطار.
“لقد عشنا شتاءً قاسياً بسبب تواجدنا في الخيام، حيث كنا نقضي معظم وقتنا في التخلص من مياه الأمطار.. أصيب أطفالنا بنزلات البرد الكثيرة، ولم يكن لدينا ما نواجه به المطر والبرد، ولا نملك شيئاً الآن أيضاً”، يقول الأب لأربعة أطفال (35 عاماً)، لـ”العربي الجديد”.
وأضاف العبسي “نحاول قدر الإمكان تجنب الأضرار، ولكن في كل مرة نواجه الواقع الصعب الذي نعيشه بسبب الحرب الإسرائيلية التي لم تترك شيئا إلا وتضررت، ليس منازلنا فقط، بل الحياة بأكملها”.
لقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل 41206 فلسطيني وإصابة 95 ألف آخرين خلال نفس الفترة الزمنية. كما أدى القصف المستمر إلى تدمير أحياء بأكملها وإغراق القطاع في أزمة إنسانية عميقة.
لقد تأثرت كافة مناحي الحياة بالاعتداءات الإسرائيلية، حيث أصبح الطلاب الآن خارج التعليم لمدة عام كامل، وتم تهجير العديد من الفلسطينيين أكثر من 10 مرات.