التقى فرحان القاضي بعائلته يوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب بعد احتجازه كرهينة خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية/توزيع/الأناضول عبر جيتي)
تمكن الرهينة البدوي فرحان القاضي من الفرار من الأسر في غزة بمفرده، وهو ما يتناقض مع الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي التي تقول إنه “تم إنقاذه” على يد القوات الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إنقاذ القاضي جاء “بالصدفة”، مشيرة إلى أن المعلومات المتوفرة عن الحادث كشفت عن عدم وجود عملية إنقاذ مدروسة، وأنه عثر على دورية إسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن وحدة البحرية الإسرائيلية “شييطت 13” كانت تقود عملية بحث عن أنفاق في المنطقة عندما “فاجأتهم” عندما عثروا على القاضي “وحده، دون حراس، في غرفة على عمق نحو 25 ياردة تحت الأرض”.
وكان القاضي، وهو من قرية بدوية في منطقة رهط في صحراء النقب، يعمل حارسا قرب الحدود مع غزة عندما ألقت حماس القبض عليه في 7 أكتوبر/تشرين الأول، خلال غارات في جنوب إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.
وبعد أن اكتشفته دورية الاحتلال، تم نقل القاضي إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، حيث أعلن أنه يتمتع بصحة جيدة.
بعد إطلاق سراحه، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بـ “العملية الجريئة والشجاعة” المزعومة التي أدت إلى إنقاذ القاضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري إنه في حين لا يستطيع الخوض في تفاصيل العملية المزعومة، فإنه يستطيع “أن يقول إن قوات الكوماندوز الإسرائيلية أنقذت (القاضي) من نفق تحت الأرض، بعد الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة”.
وقال شقيقه حاتم القاضي لصحيفة هآرتس الإسرائيلية: “لم نصدق أنه خرج من هناك، ولم نعرف ما إذا كان على قيد الحياة أم ميتا”.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه تحدث مع القاضي عبر الهاتف بعد إطلاق سراحه.
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن القاضي هو الرهينة الثامن الذي يتم إطلاق سراحه من غزة دون اتفاق مع حماس.
وسبقت عملية “الإنقاذ” المزعومة ثلاث عمليات عسكرية لإطلاق سراح أسرى آخرين، بما في ذلك العملية الأولى في 30 أكتوبر/تشرين الأول والتي تم خلالها إنقاذ أوري مجيديش.
وفي الثانية، في فبراير/شباط، تم إنقاذ فرناندو مارمان، 60 عامًا، ولويس هار، 70 عامًا.
وفي الثامن من يونيو/حزيران، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 276 فلسطينياً وأصابت نحو 700 آخرين في مخيم النصيرات للاجئين خلال عملية لتحرير الأسرى الإسرائيليين الأربعة نوا أرغاماني، وألموغ مائير جان، وشلومي زيف، وأندريه كوزلوف.
وفي حين احتفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعودة القاضي وأجريت مقابلات مع أفراد عائلته، سلطت التقارير الضوء على أن 108 رهائن ما زالوا محتجزين في غزة، بما في ذلك 36 أعلنت إسرائيل أنهم ماتوا.
ووصف منتدى الأسرى والمفقودين في إسرائيل عودة القاضي إلى وطنه بأنها “معجزة”.
ولكن المنظمة حذرت من أن “العمليات العسكرية وحدها لا تكفي لتحرير الرهائن الـ108 المتبقين، الذين عانوا 326 يوماً من الإساءة والإرهاب. والتوصل إلى اتفاق تفاوضي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً”.
ويواجه نتنياهو غضبا متزايدا على الصعيد المحلي، وخاصة من عائلات الإسرائيليين الذين ما زالوا أسرى في غزة، لرفضه المتكرر الموافقة على وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع حماس، والتي يرى الكثيرون أنها السبيل الوحيد لتحرير جميع الرهائن.
في أغسطس/آب، وبعد أن استعادت القوات الإسرائيلية جثث ستة رهائن إسرائيليين في غزة، قُتلت ابنة أحد الرهائن المتوفين.
وقالت كيرين موندر: “لقد تم التخلي عنكم، مرارا وتكرارا، من قبل رئيس الوزراء ووزرائه، إلى أنفاق حماس”.
هذه المقالة مبنية على مقال نشر في نسختنا العربية بقلم نايف زيدان بتاريخ 27 أغسطس 2024 مع تقرير إضافي. لقراءة المقال الأصلي انقر هنا.