إعادة فتح فنادق سياحية بتوزر ونفطة وتمغزة وتنشيط السياحة الواحية والصحراوية

أكد مهدي حلوي، المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة (ONTT)، أن عدداً من الفنادق السياحية التي كانت مغلقة في مناطق تمغزة ونفطة وتوزر ستعيد فتح أبوابها قريباً. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مكثفة لتنشيط الحركة السياحية في الجنوب التونسي، الذي يزخر بمقومات طبيعية وثقافية فريدة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وتتزامن هذه الإعادة مع تنظيم سلسلة من الفعاليات السياحية الترويجية الكبرى التي تهدف إلى تسليط الضوء على هذه الوجهات الساحرة. من أبرز هذه الفعاليات المنتدى الدولي للمناطيد والطائرات الشراعية (الباراغليدينغ)، الذي يعد حدثاً فريداً يجذب عشاق المغامرة والمناظر الطبيعية الخلابة. بالإضافة إلى ذلك، تستعد المنطقة لاستضافة الدورة الثانية للصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية، وهو معرض متخصص يجمع المهنيين والمهتمين بهذا النمط السياحي الواعد، ويعرض أحدث المنتجات والخدمات السياحية في هذا المجال.

ولتعزيز هذه الجهود، شدد المدير العام على الأهمية الاستراتيجية للخط الجوي المباشر الذي يربط بين مطار توزر وباريس. يعتبر هذا الخط شرياناً حيوياً لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة، حيث يسهل وصول السياح الأوروبيين، وخاصة الفرنسيين، الذين يمثلون شريحة مهمة من زوار الجنوب التونسي. ومن المتوقع أن يساهم هذا الخط في زيادة عدد الرحلات السياحية المنظمة والفردية، مما ينعكس إيجاباً على الإشغال الفندقي والأنشطة الاقتصادية المحلية.

على الصعيد الوطني، أشار حلوي إلى أن القطاع السياحي التونسي يشهد انتعاشاً ملحوظاً. فقد سجل عدد السياح الوافدين على البلاد ارتفاعاً بنسبة 9.2%، حيث بلغ إجمالي عدد الزوار 9 ملايين و57 ألف سائح حتى تاريخ 20 أكتوبر الماضي. تعكس هذه الأرقام الإيجابية جاذبية تونس كوجهة سياحية متنوعة، وقدرتها على استقطاب أعداد متزايدة من السياح بفضل جهود الترويج والتطوير المستمرة. كما تجاوز حجم نوايا الاستثمار السياحي في البلاد حاجز المليار دينار، وهو ما يؤكد ثقة المستثمرين في مستقبل القطاع السياحي التونسي وقدرته على تحقيق عوائد مجزية.

تعتبر هذه المبادرات جزءاً من رؤية أوسع لتنمية السياحة المستدامة في تونس، مع التركيز بشكل خاص على تنويع المنتجات السياحية وعدم الاقتصار على السياحة الشاطئية. فالجنوب التونسي، بواحاته الخضراء، وكثبانه الرملية الذهبية، ومدنه التاريخية، يقدم تجربة سياحية فريدة تجمع بين المغامرة والاستكشاف والتعرف على الثقافة المحلية الأصيلة. إن إعادة فتح الفنادق وتنظيم الفعاليات الكبرى يمثلان دفعة قوية نحو تحقيق هذه الرؤية، وتعزيز مكانة تونس كوجهة رائدة في السياحة الواحية والصحراوية على المستوى الإقليمي والدولي.

من شأن هذه الجهود المتكاملة أن تساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى عيش السكان المحليين، والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي للمنطقة، مما يضمن استدامة التنمية السياحية على المدى الطويل. ويأمل الديوان الوطني التونسي للسياحة أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من الازدهار والنمو في هذا القطاع الحيوي.