طبيب يجري عملية جراحية في عين رجل أصيب في 18 سبتمبر 2024، جراء انفجار جهاز اتصالات، في مستشفى ببيروت في 20 سبتمبر 2024. (جيتي)
ويحظى قطاع الرعاية الصحية في لبنان بإشادة من المسؤولين في البلاد لاستجابته السريعة لتداعيات انفجارات أجهزة النداء واللاسلكي في جميع أنحاء البلاد، والتي أسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين.
واستهدفت الهجمات أجهزة اتصالات تستخدمها جماعة حزب الله اللبنانية، وألقي باللوم فيها على نطاق واسع على إسرائيل.
ومع وقوع معظم الهجمات في جنوب بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، قال مسؤولون لموقع العربي الجديد، إن خطة الطوارئ الوطنية، التي وضعت بعد اندلاع الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ساعدت بشكل كبير في التعامل مع الهجمات الأخيرة.
وأشاد الدكتور جوزيف الحلو، مدير الرعاية الطبية في وزارة الصحة العامة، بالعاملين في مجال الرعاية الصحية على جهودهم المضنية، مشيرًا إلى تفانيهم خلال جائحة كوفيد-19 وتداعيات انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وأضاف في تصريح لـ”العربي الجديد” أن “قطاع الرعاية الصحية في لبنان نموذجي، حيث يتمتع بسرعة الاستجابة، حيث أجرى بعض الأطباء عمليات جراحية لساعات دون انقطاع”.
وأشار إلى أن معظم المرضى أصبحوا الآن في حالة مستقرة، إلا أن بعضهم لا يزال في حالة حرجة.
وأكد الحلو نجاح خطة الطوارئ التي اعتمدت على التنسيق الوثيق بين وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية والخاصة ونقابتي الأطباء والتمريض والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني والهيئة الصحية الإسلامية.
ورغم هذه الجهود، فقد وصف التحديات الهائلة التي يواجهها الناس، وخاصة العدد الكبير من إصابات العين، والتي تتطلب عددا أكبر من المجاهر الجراحية مما هو متاح.
وأضاف أن “المستشفيات الكبرى لا تمتلك سوى اثنين إلى أربعة من هذه المجاهر، مما يضطرنا إلى نقل المرضى إلى مرافق أخرى”.
وانتقد الحلو أيضا الدول الغربية بسبب “بقائها متفرجة”، في حين تلقى لبنان إمدادات طبية من العراق وإيران والأردن.
وأشار إلى أن فريقاً طبياً عراقياً وصل للمساعدة.
كما أشاد وزير الصحة فراس الأبيض خلال زيارته المصابين في البقاع وبعلبك الهرمل بالقطاع الصحي لمنع وقوع كارثة أكبر.
وقال “كان من الممكن أن تكون الكارثة أسوأ بكثير لولا قدرات المستشفيات وخطة الطوارئ وتفاني الطاقم الطبي”، وتعهد بمواصلة تقديم الدعم للرعاية طويلة الأمد.
وقالت الأمم المتحدة منذ ذلك الحين إن هذه الهجمات قد تشكل جرائم حرب.
أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك يوم الجمعة استخدام أجهزة مفخخة متخفية على شكل أشياء غير ضارة، ودعا إلى إجراء تحقيق “مستقل ودقيق وشفاف” خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
ورغم أن إسرائيل لم تعلق على الانفجارات، إلا أنها ألمحت إلى توسيع عملياتها العسكرية من غزة لتشمل الجبهة اللبنانية، حيث اشتبكت مع حزب الله لمدة عام تقريبا.
وقد أدى الصراع إلى مقتل المئات من الأشخاص في لبنان.