جاءت الرسالة بعد أيام فقط من قول طبيبين أمريكيين في غزة لشبكة سي بي إس نيوز في مقابلة حديثة إنهما شاهدا وعالجا العديد من الأطفال المصابين بطلقات نارية في الرأس والقلب (جيتي)
كتب العشرات من الأطباء والممرضات الأميركيين المتطوعين في غزة رسالة إلى الرئيس جو بايدن يحثون فيها على إنهاء الدعم العسكري لإسرائيل ويدعون إلى وقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.
وفي الرسالة المكونة من ثماني صفحات الموجهة إلى بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، قال المسعفون إنهم شهدوا انتهاكات واسعة النطاق للقوانين بشأن استخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
وصف خمسة وأربعون جراحاً وطبيباً في غرف الطوارئ وممرضاً تطوعوا مع منظمة الصحة العالمية ومجموعات إغاثة أخرى في العديد من مستشفيات غزة “الخسائر البشرية الهائلة الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على غزة، وخاصة الخسائر التي لحقت بالنساء والأطفال”.
وجاء في الرسالة “لا يمكننا أن ننسى مشاهد القسوة الفظيعة الموجهة ضد النساء والأطفال والتي شهدناها بأنفسنا”.
“لقد عالج كل من وقع على هذه الرسالة أطفالاً في غزة تعرضوا للعنف الذي لا بد وأنه كان موجهاً إليهم عمداً. وعلى وجه التحديد، عالج كل واحد منا يومياً أطفالاً في سن ما قبل المراهقة أصيبوا برصاصة في الرأس”.
جاءت هذه الرسالة بعد أيام فقط من تصريح طبيبين أمريكيين في غزة لشبكة سي بي إس نيوز في مقابلة أجريت مؤخرًا أنهما شاهدا وعالجا العديد من الأطفال المصابين بطلقات نارية في الرأس والقلب.
وفي رسالتهم، حث الأطباء القادة الأميركيين على الدعوة إلى “وقف إطلاق نار فوري ودائم”.
“نحن نحثكم على حجب الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي عن دولة إسرائيل والمشاركة في حظر الأسلحة الدولي لكل من إسرائيل وجميع الجماعات المسلحة الفلسطينية حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحتى تؤدي المفاوضات بحسن نية بين إسرائيل والفلسطينيين إلى حل دائم للصراع”، كما كتبوا.
وقال المسعفون إنهم يعتقدون أن حصيلة القتلى الحقيقية، والتي تقدر حاليا بنحو 39175 شخصا على الأقل، أعلى من ذلك بكثير.
وقالوا “من المرجح أن يكون عدد القتلى جراء هذا الصراع أكبر بالفعل من 92 ألف شخص، وهو ما يمثل 4.2% من سكان غزة”، وأضافوا أن الجميع تقريبا في غزة تأثروا بالعواقب الوخيمة للهجوم الإسرائيلي.
“باستثناءات طفيفة، فإن الجميع في غزة مرضى أو مصابون أو كليهما. وهذا يشمل كل عامل إغاثة وطني، وكل متطوع دولي وربما كل رهينة إسرائيلي: كل رجل وامرأة وطفل”، كما جاء في الرسالة، محذرة من أن “الأوبئة تتفشى في غزة”.
ووصف المسعفون أيضا عمليات النزوح الإسرائيلية المتكررة للسكان المدنيين الذين يعانون من سوء التغذية والمرضى إلى مناطق لا تتوفر فيها المياه الجارية والمراحيض بأنها “مذهلة تماما”.
قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة ليتم توزيعه خلال الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بعد اكتشاف الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مقال رأي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية: “بينما لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، وبدون اتخاذ إجراءات فورية، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يصل إلى آلاف الأطفال الذين أصبحوا بلا حماية”.
وكتب أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للخطر من هذا المرض الفيروسي، وخاصة الرضع دون سن الثانية، منذ أن تعطلت حملات التطعيم العادية بسبب أكثر من تسعة أشهر من الصراع.
شلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل رئيسي عن طريق البراز والفم، هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل. وقد انخفضت حالات شلل الأطفال بنسبة 99% في جميع أنحاء العالم منذ عام 1988 بفضل حملات التطعيم الجماعية والجهود المستمرة للقضاء عليه تمامًا.
قال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه سيبدأ في تقديم لقاح شلل الأطفال فقط لجنوده الذين يشاركون في هجومه على قطاع غزة بعد العثور على بقايا الفيروس في عينات الاختبار.
وبالإضافة إلى شلل الأطفال، أفادت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن زيادة واسعة النطاق في حالات التهاب الكبد الوبائي (أ) والدوسنتاريا والتهاب المعدة والأمعاء مع تدهور الظروف الصحية في غزة، مع تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع بالقرب من بعض مخيمات النازحين.
وأشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة “لانسيت” الطبية إلى أن العدد الحقيقي للقتلى جراء الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة ربما يكون أعلى بكثير مما ورد في التقارير السابقة.
وقدرت الدراسة أن إجمالي عدد القتلى قد يتجاوز 186 ألف قتيل، وهو ما يعادل نحو 8% من سكان غزة.
ويتضمن هذا الرقم الضحايا المباشرين نتيجة للعنف والوفيات غير المباشرة الناجمة عن تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية، ونقص الغذاء والمياه، والانهيار العام للخدمات العامة.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن عدد الجثث المدفونة تحت الأنقاض قد يكون كبيرًا، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف شخص قد يظلون غير مكتشفين.
